عطر امرأة

الأربعاء، ١٤ نوفمبر ٢٠٠٧

قصة قصيرة

أضغاث أحلام


تسير في هذا الشارع يومياُ فهي لا تعرف غيره لتسلكه .. تنظر وفى كل يوم ترى نفس الوجوه فيصيبها ملل المساء بلونه القاتم وسمائه التي خلت من النجوم ..تبحث عن المفتاح في حقيبتها الكبيرة و كعادتها لا تجده .. فتضع يدها علي جرس الباب ليفتح لها أحد فتتذكر أنها وحيدة بالمنزل ..

تدخل المنزل بعد أن تذكرت أن المفتاح معلق في سلسلة حول رقبتها كما تعودت منذ الصغر .. تدخل لتقبل كل الصور والدتها والدها أخوها وأختها تنظر لتلك الصورة المعلقة علي الجدار فتذرف عينيها دمعة المساء .. تطوي الألم والحنين بين يديها و هي تأوي للفراش و تتخذ وضع الجنين..

تنام نوما ليس بعميق يفزعها دوما صوت سيارة الدورية و هي تطلق صفارتها تقوم من نومها وتشعل سيجارة لتدفئ صدرها الذي يأكله الصقيع و هي تنظر من زجاج نافذتها المغطى بماء المطر تحاول أن تراقبه من خلف الستارة حني يطفئ النور و ينام ..

تعاود الكرة بطي الألم والحنين وتأخذ و ضعها للنوم لكنها تشعر ببعض الاسترخاء و تضئ مصباح ذو ضوء خافت قد أهداه لها والدها وهي في سن السابعة و العشرون تنظر لهذا الضوء حتى تستسلم للنوم فيأتيها حلم دامت علي أن تحلم به طوال سنوات عمرها ..

شارع طويل ... وجوه مكدسة في النهاية لا تعرف منها سوي البعض تسير رغم أنها لا تري أين تخطو قدماها حني تنزلق قدماها في حفرة عميقة لا أخر لها فتصحو مفزوعة باكية .. تجري داخل المنزل كالمجنونة وتهذي بكلمات كتمائم سحر حني تتسمر أمام باب الغرفة .. تتردد دوما في فتحها و تحاول أن تتراجع بخطوات متعثرة تزوغ نظراتها بين الصور والغرفة...

تجلس علي الكرسي الهزاز وسط الصالة تتحرك بكرسيها و عينيها علي الغرفة تفكر دوما بأن تقتل هذا الحنين لما بداخل الغرفة تقرر اليوم أن تدخلها فكل شيء بها قد افتقدته بشدة ..

تنهض من فوق كرسيها الهزاز تخطو خطوات متباطئة يسبقها إلي مقبض الباب الحنين إليهم .. تحضر المقص لتزيل هذا الشريط البلاستيكي تضع منديلها المعطر علي أنفها و تفتح الباب برفق تبتسم و تحتضن ما تبقي من الذكريات المغطاة بملاءات بيضاء فتزيلها برفق فلم يتبقي من ذكرياتها سوى أشلاء ..

يسقط المنديل إثناء احتضانها لأجساد يملأها التآكل لا تعذبها الرائحة بقدر عذاب الضمير يأتيها النوم فجأة في أحضانهم نامت بقدر عذابها لم تستيقظ حني هذه اللحظة ..

يطرق الجيران الباب فلا يجيب أحد فيخرج كل الشارع إلي الشرفات ليروا من أين يأتي الضجيج يسرع أحدهم بفتح الباب ويسقط مغشياٌ عليه من فرط كراهة الرائحة ..

ساعة الوفاة منذ ثلاث ساعات و قد قرر الطبيب الشرعي دفن الجثث ..

لا تشعر بشيء إلا أنها محمولة علي الأيدي .. ينزل بها إلي الحفرة العميقة وتظل غائبة لا تفيق ...

1 تعليقات:

في ٢٠ نوفمبر ٢٠٠٧ في ١٢:٣١ ص , Blogger Ehab يقول...

هاعلق المره دي على شقين
الول هو بداية القصه وجمالها
مش عارف اقولك ايه
تعبير السيجاره ووضعية الجنين
فظيع
فكرة الوحده الرهيبه زي وحدة الجنين في ظلام الرحم
ومفيش ونيس ولا رفيق
والحل ايه سيجاره نار بتحرق وتقتل هي دي بس الصديق اللي قدر يلاقيه
سيجاره في ايد بنت وحيده في اوضه ضلمه
اول مره يعجبني موقف فيه سجاير

بعدين لما دخلت في الحلم بقيت مش عارف انا في الحلم دلوقتي ولا في الواقع المزج بين الجزئين تحفه
محستش ان فيه حاجه غلط
حسيت اني شايف فيلم بيمشي بطئ بس تحفه

المنديل بيقع الريحه مش بتضايقها
الأحتضان لأجساد متحلله
فتاة بالرقه دي وتعمل كده
لكن فجأه يجي الشق التاني انها هي كمان ماتت
صدمه فظيعه للي بيقرأ لكن مذهله
قلبي انقبض من المفاجأه

وفي وسط كل ده ضحكه بريئه لما الرجل بيغمى عليه من الريحه

عارفه عامله زي اسلوب شكسبير لازم دايما يكون في وسط النكد والموقف الكئيب يجي وراه موقف كوميدي يخرج الناس من الجزن لكن يقول كلمه مفيده في القصه
زي مشهد حفار القبور في هاملت

بجد احيييكي يا صديقتي

سلاااااااااااااااام

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية

Hits Since June 11, 2007!

Free Hit Counter by Pliner.Net
calligraphy, health, makeover